يوميات

اكتشاف الجسد (10): اكتشاف الصمت

شعور بالعار والارتباك كان يعتريني كلما زارتنا خالتي الأقرب، وأخذت تتفحص شعري الأسود بعينيها، بحثًا عن القمل، ولسان حالها يقول: كيف تكونين كبيرة هكذا وشعرك قذر! كانت صدمة القمل الذي أشعل رأسي، إحدى الصدمات العديدة التي آلمتني عند رجوعي إلى مصر، بعد حوالي أربعة عشر سنة من الغياب. بالأحرى، لم …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (9): الجسد والموت والخيال

ما علاقة المرور بتجربة فقد الوالدين باكتشاف الجسد؟ كل العلاقة. أولًا: وفاة الأم حدثت في مرحلة من حياتي، لم يكتمل فيها تمامًا انفصالي الجسدي عنها، كنت في حضانتها، وكنت أرى فيها صورتي، بينما أكبر باتجاه أن تكون لي صورتي الخاصة ووجودي المستقل. موت أمي المفاجئ أربك هذه العملية، أماتني بمعنًى …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (8): حكاية أحمد ومنى

الغرفة مظلمة وضيقة، ولولا قرب المحفّة من باب الغرفة المفتوح، لما أمكنني أن أرى وجه أبي. لم أرَ في الغرفة إلا وجه أبي، ولم تستمر الرؤية إلا لثوانٍ غادرتُ بعدها في هلع. قالوا لي إن بإمكاني أن أراه للمرة الأخيرة، ولم يكن ذلك الراقد هناك مكشوف الوجه هو أبي الذي …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (7): موت أكيد للجسد

«إيه ده، هما الاتنين؟ انتو خلَّصتوا عليهم بدري بدري كده؟»، لا أذكر بالتحديد متى ولا مَن كان أو كانت صاحبة هذا التعليق. لأجل تعليق ساخر كهذا، أو مشفق ومتحسِّر كمعظم التعليقات، كنتُ أتجنب إخبار أي شخص كان بأن والديَّ متوفيان. كنت أسعى إلى حماية نفسي بإخفاء الأمر، وأيضًا لتلافي الدخول …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (6): حياة البرزخ الأولى

– «ينفع أقول لك يا ماما؟» – «لا يا حبيبتي. إنتِ عندك ماما واحدة بس.» كانت تلك أختي الصغرى ذات الثلاثة أعوام، وقد أدركت أن أختها الكبيرة تقوم بما كانت تقوم به أمها؛ توقظها كل صباح مع من توقظه من إخوتها، تحملها إلى الحمام، تغسل لها وجهها ويديها، تمشط شعرها، …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (5): الزلزال الأول … موت الجسد

كانت أمي تملك شعرًا أسود طويلًا، غضبتْ مني مرة حين تركتْ لي مهمة تشذيب أطرافه، فقصصتُ منه أكثر مما يجب. كان أحد أسباب غضبها هو أن المرأة عندما تموت، يُضفّر شعرها عددًا من الضفائر، ضمن مراسم التغسيل الدينية، وكانت ترغب في أن تكون ضفائرها حينئذ طويلة، ربما لتستر جسدها في …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (4): تفاعلات المراهقة

لم أكن قد حضت بعد، حين بدأت ابنة إحدى صديقات أمي تدعوني «خالتو». كانت البنت تصغرني بسنوات قليلة، لكن شيئًا في سلوكي وهيئتي وطريقتي في ارتداء الملابس، ربما، جعلها تنزلني منزلة الخالة، وتتعامل معي على هذا الأساس. وهي البنت نفسها التي خضت ضد أمي وأمها معركة محتدمة، بسبب أخيها الذي …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (3): جسدي المراهق

لم يكمل جسدي عامه الثاني عشر إلا وكانت الدورة الشهرية قد زارته عدة مرات، وكنت محظوظة بامتلاكي أمًّا مهتمة، أخبرتني قبلها بشهور بما ينتظرني بطريقة بسيطة، وعلمتني كيف أهتم بنفسي، وكانت تعتني بي في المرات التي تسببت فيها آلام الطمث في جعلي طريحة الفراش. يصعب على المرء كثيرًا أن يقيّم …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (2): حديث العذرية والختان

كنتُ في الثانية عشرة حين حدثتني أمي ذلك الحديث الشهير المرهوب، بكلماته المفتاحية الغريبة على أذني في ذلك الوقت: البكارة، الغشاء، شرف البنت، عود الكبريت، حافظي على نفسك، خلي بالك. كانت لهجتها جدية ومتهيِّبة، وكانت تفيض بالحنان الأمومي في الآن نفسه، وكانت المعلومات والتوصيات التي ألقتها على مسامعي غزيرة، لكن …

أكمل القراءة »

اكتشاف الجسد (1): ما قبل البلوغ

الذكرى الأبعد المرتبطة بجسدي، تعود بي إلى شرفة المنزل الذي ولدت فيه. كنت دون الخامسة، عندما كنت أتسلل إلى ركن الشرفة الأيمن، الأبعد عن بابها، أجلس على البلاط، أضع إحدى دماي في حجري، وأخرج لها ثديي الصغير لأرضعها. لطالما تساءلت بيني وبين نفسي عما إذا كان أحد الجيران في شارعنا …

أكمل القراءة »